الخامنئي وفشله الذريع
أصر نظام الملالي في إيران أن تتعامل معه الأجهزة التي تنظم الحج في المملكة معاملة استثنائية، مستغلاً الخلاف السياسي بيننا وبين إيران في قضايا العبادة.
واليوم في عصر سقوط الأسوار بين الثقافات سيدرك الإيرانيون أن مطالبة نظامهم بتحويل موسم الحج إلى مظاهرة سياسية هو السبب الذي أفقدهم فرصة الحج هذا العام، وسيخسرون المواسم المقبلة إذا استمر تعنت نظامهم وإصرارهم أن يعامل الإيرانيون معاملة خاصة.
الأمر الآخر الذي يجب أن يدركه خامنئي وزمرته ممن يحكم إيران أنهم أبداً ليسو زعماء إلا لجزء من طائفتهم، بل وجزء من الإيرانيين الشيعة؛ فالعراقيون الشيعة مثلاً لن يتأخروا عن موسم حج هذا العام وسيرون بأنفسهم مدى الخدمات التي توفرها المملكة لكل ضيوف الرحمن بمختلف فرقهم ومذاهبهم، لا تفرق بين مذهب ومذهب، ولا تقحم الخلافات السياسية في مسائل الحج، طالما أن الحاج التزم بالأنظمة والقوانين المرعية، وبالاتفاقيات التي وقعها مسؤولو بلاده مع سلطات تنظيم الحج في المملكة.
مشكلة رجال الدين، وهؤلاء بالمناسبة أن أفقهم واستشرافهم للمستقبل وقراءة الأوضاع السياسية بموضوعية بعيداً عن إملاءات الأيديولوجيا، لا يتقنونها، وعادة ما ترتد عليهم، وتضعهم وتضع بلدانهم وشعوبهم في مآزق ما كانت لتكون لولا محدودية أفق ساستهم. وليس أدل على ما أقول إلا تدخلات إيران الطائشة والعبثية في شؤون الدول الأخرى؛ فإيران اليوم علاقاتها متأزمة مع أغلب الدول العربية والإسلامية، فهي متأزمة مع المملكة ودول الخليج ما عدا عُمان ومع الأردن ومقطوعة مع المغرب، وتكتنفها ريبة وشك مع الجزائر وكذلك مع ماليزيا وإلى حد ما مع إندونيسيا؛ فكيف يطمح كاهن إيران أن يلقى خطابه التحريضي على المملكة آذاناً صاغية إسلامياً؟
لا أدري هل سيبقى «خامنئي» على قيد الحياة ليشهد موسم حج آخر، أم أن مرضه العضال سيهلكه عاجلاً؛ إلا أنني على يقين أن فشله في تحريض المسلمين على المملكة هذا الفشل الذريع سيجعله راغماً يرضخ لشروط المملكة لحماية الحج من تسييس الانتهازيين المتأسلمين. فالمملكة ليست العراق المحتل، ولا لبنان الدويلة منزوعة السيادة.
إلى اللقاء
نقلا عن الجزيرة
لا يوجد تعليقات